صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Y. نساء القروبین هذا الأمر العزيز ادام الله اعتلاءه لان القصبة منحارة عن البلد بسور فوجب أن يكون فيها جامع و في كل عدوة شريعة الخطبة العيدين و مدينة فاس كثيرة الخصب و الرخاء كثيرة البساتين و المزدرعات و الفواكه وجميع التمار و لها أنظار واسعة متصلة العمائر و عدوة القرويين من هذه المدينة أكثرها بساتين و اشجار و میاه و عيون من عدة الاندلس و کلاهما خطبة عظمة القدر جليلة للخطر و يقال أن رجال عدوة الاندلس اشجاع و انجد من رجال عدوة القيروبين و نستوهم اجل من و رجال عدوة القرويين اجمل رجال من رجال عدوة الاندلس و يغال ان بعدوة الاندلس تفاح حلو يعرف بالأطرابلسي جليل حسن الطعم و الرائحة يصلح بها ولا يصلح بعدوة القرويين وكذلك بعدة القرويين أترج جليل يجود بها ولا يجود بعدوة الاندلس وكذلك سميد عدوة الاندلس اطيب من محمد عدوة القروتين و هذه المدينة نصر بلاد المغرب بل و بلاد المشرق والاندلس لا سيما في هذا الأمر العزير اتد الله دوامه و منها تجهز الى بلاد السودان وإلى بلاد الشرق و منها يحمل النحاس الأصفر الى جميع الأفاق قال الناظر هذه المدينة العظيمة لما كانت على هذا الوضع المتقدم و فاضت عليها بركة الواضع لها و هو ادريس بن ادريس العلوى الغاطي رضي الله عنه ترتب على هذا أهلها و رغد عيشهم وكثرة تنعمهم مجال المدينة و عظيم حماماتهم وكثرها اصل التنعم قال الشاعر اذا زفر الحمام و اشتد غيضه * وهاجت لواعي به رايت نعمة في الحميم و راحة * وذاك غريب في الحجم نعيم اتساع مكايسة وهي