صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٨

ذوُ نيةٍ وبصيرةٍ
والصِّدْقُ مُنْجٍ كل فائز
إني لأرجو أن أقـ
ـيم عليك نائحة العجائز
من ضربةٍ نجلاء يبـ
قى ذكرها عند الهَزاهز

فقال له: من أنت؟ قال: علي، قال: ابن عبد مناف؟ قال: ابن أبي طالب، فقال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك من أهو أسن منك؛ فإني أكره أن أُهْرِيقَ دمك، فقال علي: ولكني لا أكره والله أن أهُريق دمك، فغضب ونزل عن فرس وسلَّ سيفه كأنه شعلة نار وأقبل نحو علي فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فيها فقدّها وأثبتَ السيف فيها ولحق ذبابه رأسَ علَي فشجّه وضربه عليٌّ على حبل العاتق فسقط كالجذع وثار العّجَاج وسمع النبي التكبير فعرف أن عليًّا قتله وفرَّ أصحابه راجعين.

فرسان اليمن

عمرو بن معد يكرب وزيد الخيل الطائي

فأما عمر بن معدِ يكَرِب الزِّبيدِي فهو صاحب الصِّمصامة السيف المشهور وقد أدرك الإسلام وهو شيخ وأسلَم ثم ارتدَّ ثم رجع وحضر حروب القادسية وفارس مع سعد في خلافة عمر وكانت له فيها مآثر عظيمة هو وطليحة المتنبي واستشهد بنهاوند.

وذكر أهل المغازي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب وخالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن فبلغا بني زَبيد فقال لهم عمرو بن معد يكرب: دعوني آتي هؤلاء القوم فإني لم أسَمَّ قط لأحد إلا هابني، فلما دنا منهما نادى: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معد يكرب فابتدره علي وخالد كل واحد يقول لصاحبه خلني وإياه، فقال عمرو: العرب تفزع مني وأراني لهؤلاء جزورًا وانصرف وقد أهدى صمصامته لخالد بن سعيد ومدحه بقصيدة، وكتب