صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٣

على فرس طِمِرّ، وكان عمر على مهر فاستعلاه قطري بقوة فرسه حتى كان يصرعه فحمل مُجَّاعة بن سِعْر السعدي التميمي من أصحابه على قطري، فصاحت الخوارج بقطري: يا أبا نعامة؛ إن عدوَّ الله قد رَهَقَك فانحط قطري عن قربوسه فطعنه مجاعة، وعلى قطري درعان فهتكهما، وأسرع السنان في رأس قطري فكشط عنه جلده ونجا، ثم ارتحلوا إلى أصفهان، ورجعوا إلى الأهواز، ثم رد ابن الزبير المهلب إلى حرب الخوارج، وولى عمر بن عبيد الله على فارس إلى أن ملك عبد الملك بن مروان العراق من ابن الزبير، وقتل أخاه مصعبًا، وخرج على عبد الملك من الخوارج أبو فُدَيك، وأرسل معه عشرة آلاف من أهل الكوفة والبصرة، فسار إليه وأهل الكوفة في ميمنته وعليهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله. وأهل البصرة في ميسرته وعليهم عمر بن موسى أخوه، وهو في القلب فانتهوا إلى البحرين واصطفوا للقتال، وحملوا على أبي فُذيك وأصحابه فهزموهم، واستباحوا عسكرهم، وقتلوا أبا فُديك، وحصروا أصحابه بحصن المشقّر حتى نزلوا على الحكم فقتل منهم ستة آلاف، وأسر ثمانمائة وذلك سنة سبعين وقد ولى ولايات متعددة، وشهد مع عبد الرحمن بن سُمرَة فتح كابل، وهو صاحب الثغرة، وكان قاتل عليها طول الليل حتى أصبح، وله مناقب عظيمة، وكان أحد أجواد العرب وأنجادها، وقد مدحه العجاج بأرجوزته المشهورة: قد جبر الدين الإله فجبر.

وفيها يقول:

لقد سما ابن معمر حين اعتمر
مغزى بعيدًا من بعيد وصبر

وغيره من الشعراء، وكان سبب موته أن ابن أخيه عمر بن موسى خرج مع ابن الأشعث على الحجاج فأخذه الحجاج فبلغ ذلك عمه عمر وهو بالمدينة، فخرج إلى الشام لعبد الملك يشفع فيه، فلما بلغ موضعًا يقال له: ضُمَيْر، بينه وبين