صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٦٤

يومًا وليلة ولم يروا شيئًا، فرجع عمرو بن معد يكرب وقيس وقالا لطليحة: ارجع فأبى ومضى لحاله بقية يومه، فلما جاء الليل وقع على جيش الفرس فانتظر حتى طلع القمر، ثم دخل جيشهم فنظر إلى خيمة عظيمة في طرف الجيش لأحد عظمائهم فهجم على الخيمة وقتل صاحبها وأخذ فرسه فقاده ورجع فلحقه ابن عم المقتول وكان بطلًا يطلب الثأر فكرَّ عليه طليحة فقتله أيضًا وأخذ فرسه فلحقه فارس ثالث فحمل عليه طليحة فصرَعه وأخذه أسيرًا وقيده وقدم به مع الفرسين على جيش المسلمين بعد أن ظنوا به السوء لمَّا رأوه لم يرجع مع عمرو وقيس، وقالوا: رجع طليحة إلى الكفر، فقال له سعد: ما هذا؟ قال: لا تسألني وأسأل هذا الأسيرَ فسألوا الفارسيَّ، فقال: يا معشر العرب، ما رأيت بطلًا أشجع من هذا، هجم على جيش كِسرى وحدَه، وقتل شجاع فارس، وأخذ فرسه فلحقه ابن عم المقتول وهو ليس بدون الأول في الشجاعة فقتله أيضًا، ولحقته أنا وأنا أظن نفسي مثلهما، فأسَرَني فما رأيت مثل هذا، فشكره سعد، واستشهد بنهاوند رضي الله عنه.

بعض الشجعان من أولاد الصحابة والتابعين

عبد الله بن الزبير بن العوام

أبو خُبيب القرشي الأسدي أمه أسماء بنت أبي بكر، ولد عام الهجرة، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وعمره سبع سنين، واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم مرة فأعطاه الدم، وقال له: «أهرقه حيث لا يراك أحد»، فلما خرج من البيت شربه، فلما رجع قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما صنعت بالدم»؟ قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى عن الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعلك شربته»؟ قال: نعم، «ويل للناس منك، وويل لك من الناس، لا تمسك النار إلا تحلة القسم»، أخرجه أبو يعلى في «مسنده»، والبيهقي في «الدلائل».

قال أبو عاصم: فكانوا يرون أن القوة التي كانت به من ذلك الدم.