صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٦٠

فآذتهم وكان فيلٌ أبيض وآخرُ أجرب قائدين لتلك الفِيلَة كلها تُقدِم بإقدامهم وتتأخر بتأخرهما، فقال سعد رضي الله عنه للقعقاع، وحمال بن مالك الأسدي: دبِّرا حيلة في هذين الفيلين، فقال القعقاع: أنا وأخي عاصم نكفيك الفيلَ الأبيض، وحمال بن مالك وأخوه يكفيانك الفيل الأجرب، فتقدم القعقاع وأخوه إلى الأبيض فطعنه عاصم بالرمح في عينه وضربه القعقاع بالسيف على خُرطومه فقطعه، وفعل حمال بن مالك وأخوه في الأجرب مثل ذلك، فَعَوى الفيلان وألقيا ما على ظهرهما من الرجال والصناديق فطحَنَاهم وأدبرَا هاربين نحو النهر ودماؤهما تسيل، فلما رأت سائر الفيلة ذلك فعلت مثلَ فِعلها وتبعتْهُما فتنفست الشِّدة عن المسلمين بسبب فِعل القَعقاع  رضي الله عنه، وخَلصوا إلى عدوِّهم فهزموهم، وكان على كردوس في فتح اليرموك وهو القائل:

يَدْعُون قَعقاعًا لكل كريهة
فيجيب قَعقاعٌ دعاءَ الهاتِف

واستمد خالد أبا بكر لما حاصر الحِيرَة فأمدَّ بالقعقاع، وقال: لا يهزم جيش فيه مثله، وهو الذي غنِم في فتح المدائن أدراعَ كِسرى وكان فيها دِرع لهرقل، ودِرع لخاقان، ودِرع للنعمان بن المنذر وسيفه وسيف كسرى، فأرسلها إلى سعد.

قيس بن مكشوح

هو قيس ابن هبيرة الملقب مكشوح المرادي أبو شداد من بَجِيلة1، ونسب إلى مُراد؛ لأنه حالفهم، أسلم في حياة النبي، وشارك في قتل الأسود العنسي الذي ادّعى النبوة، ثم ارتد ثم رجع إلى الإسلام، وهاجر وحضر اليرموك بالشام، وكان


  1. حي باليمن من معد والنسبة بجلي محركة اهــ.