صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٩

بعض الشجعان من سائر قبائل العرب

القَعقاع بن عمرو التميمي

أخو عاصم كان من الشجعان المشهورين والفرسان المعدودين، كان أبو بكر رضي الله عنه يقول: لَصوت القَعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل، وله في قتال الفرس بالقادسية وغيرها بلاء عظيم، ومن شعره:

ولقد شهدت البرقَ برقَ تِهامةٍ
يَهدي المثاقب راكبًا لتعار1
في جند سيف الله سيف محمد
والسابقين لِسنَّةِ الأحرار

فكتب عمر إلى سعد: أيُّ فارسٍ أفرسَ في حرب القادسية؟ فكتب إليه سعد: إني لم أرَ مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة في كل حملة يقتل بطلًا.

قال ابن عساكر: يقال: إن له صحبة، كان أحد فرسان المسلمين وشعرائهم، شهد فتح دِمَشق وأكثرَ فتوح العراق، وله في ذلك أشعار مشهورة، وحينما اجتمعت الفرس على حرب العرب القادسية، وحشد لهم عمر قبائل العرب؛ أرسل إلى خالد بن الوليد أن أرسل جمعًا من جيشك إلى العراق، وأمِّر عليهم هاشم بن عتبة، وقد تقدم في ترجمته، وأن القَعقاع كان على مقدمته، وكان المسلمون في اليوم الأول من أيام القادسية تعِبوا تعبًا شديدًا من جهة الفِيَلة التي كانت مع فارس لِنُفور خيل المسلمين منها، فلما جاء القَعقاع في اليوم الثاني من أيام القادسية قال له سعد: دبَّر لنا حيلة، فألبسَ الجمال جِلالًا، وأرسلها على خَيْل الفرس فنفرت منها، فخلف الرجال بعضهم إلى بعض، ثم حملت الفِيَلة على المسلمين


  1. تعار: جبل ببلاد قيس.