يومَه على شَطْر الخيل، وخالد بن الوليد على الشطر الثاني، وله في فتوح العراق آثار شهيرة في القادسية، وفي فتح نهاوند، وغيرها وكان فارسًا شجاعًا شاعرًا، وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب، وكانا متباعدين، وقد تقدم لنا ذكره في ترجمة عمرو، وهو القائل لعمرو:
وهو المراد بقول عمرو:
قال أبو عمر: قُتل بصِفِّين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان سبب قتله أن بَجيلة قالوا له: يا أبا شداد، خذ رَايَتَنَا اليوم، فقال: غيري خير لكم، فقالوا: ما نريد غيرك، قال: فو الله إن أخذتها لا أنتهي بكم دون صاحب التُّرس المذهَّب، وكان مع رجل على رأس معاوية فأخذ الراية وحمل حتى وصل إلى صاحب الترس فاعترضه رومي لمعاوية فضرب رجله فقطعها، وأُشرِعت إليه رِماح أصحاب معاوية فصُرِع، وأمَّره سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق على سَرِيَّة، وكان فيها عمرو بن معد يكرب فغضب عمرو من ذلك.
المثنى بن حارثة الشيباني
هو الشجاع المذكور والغضنفر المشهور سيد بني بكر بن وائل وفارسهم، كان في أول الإسلام يغير على سواد العراق وُينْكِى فارس في خلافة أبي بكر فبلغ أبا بكر خبره، فقال: من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسَبه؟ فقال له عمر: مثلُ هذا لا يُجهل، هذا المثنَّى بن حارثة سيد بني بكر بن وائل، ثم قدم على أبي بكر بعد أن دان له أكثر سواد العراق بدون إمارة، فقال: يا خليفة رسول الله، ابعثني على قومي؛ فإن قومي فيهم إسلامًا أقاتل بهم أهلَ فارس، وأقتل أهل ناحيتي