صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٥٦

إلى من يعلِّمهم القرآن ويفقِّههم، فأرسل الفاروق عُبادة هذا، ومعاذَ بن جبل، وأبا الدرداء رضي الله عنهم .

ومن مناقبه ما ذكره ابن إسحاق في المغازي قال: لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرَهم عبدُ الله بن أُبي، وكانوا حلفاءه مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له من الحِلف مثل الذي لعبد الله بن أبي فخلعهم وتبرأ إلى الله ورسوله من حِلفهم فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى}[المائدة:51] الآية، وتوفي رضي الله عنه سنة أربع وثلاثين.

أبو دجانة رضي الله عنه

هو سماك بن خَرَشَة1 الأنصاري الخزرجي أحد الشجعان المشهورين، قال الشنقيطي في نظم أنساب العرب:

أبو دُجانة الشجاعُ المنتخَبْ
من قَيلة أحد فرسان العرب

شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «من يأخذ هذا السيف بحقه»؟ فقام إليه رجال من الصحابة منهم الزبير فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة، فقال: وما حقُّه يا رسول الله؟ قال: «أن تضرب به العدوَّ حتى ينحَنِي»، قال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه فأعطاه إياه، فاعتصب بِعصابة حمراء وكان إذا لبسها، قالت الأنصار: قد لبس أبو دجانة عمامة الموت، فجعل يتبختر بين الصفين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها لمشية يُبغِضها الله إلا في مثل هذا الموطن»، قال الزبير بن العوام:


  1. في القاموس وفي تاج العروس: "سماك بن أوس بن خرشة".