صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
أبايع غير مكترث عليًّا
ولا أخشى أميرًا أشعريّا
أبايعه وأعلم أن سَأُرْضِي
بذاك الله حقًّا والنبيا

وحضر مع علي رضي الله عنه الجمل وصِفِّين واستشهد بها، وأعطاه علي الراية يوم صِفين فزحف بها وهو يقول:

أعور يبغي أهله محلا
قد عالج الحياة حتى ملاَّ
لا بد أن يَفُلَّ أو يُفَلَّا

فقال معاوية لعمرو بن العاص: يا عمرو، وهذا المرقال والله إن زحف بالراية زحفًا إنه ليوم أهل الشام الأطول، ولكني أرى ابن السوداء إلى جنبه -يعني عمارًا- وفيه عجلة في الحرب فأرجو أن تقدمه إلى الهلَكة وجعل عمارٌ يقول لهاشم: تقدم يا أبا عتبة، فيقول له هاشم: يا أبا اليقظان، أنا أعلم منك بالحرب، دعني أزحف بالراية زحفًا، فلما أضجره وتقدم أرسل معاوية خيلًا فتخطفوا عمارًا، فكان يسمِّي أهل الشام قتلَ عمار فتح الفتوح وقاتل بعده هاشم قتالًا شديدًا حتى صرع، وضربه رجل من أهل الشام على رجله فقطعها فضربه هاشم بها فصرعه، وجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول: (الفحل يحمي شوله معقولًا) حتى قتل ورثاه أبو الطفيل عامر بن واثلة بقوله:

يا هاشم الخير جزيت الجنه
قاتلت في الله عدوَّ السنَّهْ
أفلح بما فزت به من مِنَّهْ

وكانت إحدى عينيه ذهبت في جهاد الروم فلذلك ذكرها في شعره.

الأنصار

وهم بنو الخَزْرج وبنو الأوْس، والخزرج والأوسُ أخوان وأمهما قَيلة، واشتهر أبناؤهم ببني قَيلة، وأبوهما حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزَيْقِيا بن عامر الملقب