صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

العظام وأخذ راية كسرى العظمى يوم القادسية وقتل صاحبها فعوَّضه عنها الفاروق ثلاثين ألفًا، وكان طول هذه الراية اثني عشر ذراعًا في عرض ثمانية، وكانت من جلد النمور مرصعة، ومن شعره وقد مر على دوس وكان أبو أزيهر الدوسي قتله هشام بن الوليد القرشي أخو خالد فبلغ قومه دوسًا فوثبوا على ضِرار بن الخطاب ليقتلوه فسعى حتى دخل بيت أم غَيلان امرأة منهم، فعاذ بها فأجارته ونادت قومه فمنعوه، فقال في ذلك:

جزى الله عنى أم غيلان صالحا
وعَوْفًا جزاه الله خيرًا فما ونَى
ونسوتهَا إذهُنَّ شُعْثٌ عواطل
وما بردت منه لدي المفاصل

وعوف ولدها وقال يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ويستعطفه:

يا نبي الهدى إليك لحا
جي قريشٍ ولات حين لَجَاء
حين ضاقت عليهم سعة الْـ
أرْض وعاداهُم إلهُ السماء
والتقت حَلْقتا البِطان على القو
م ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدًا يريد قاصمة الظهـ
ر بأهل الجحُون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الأمـ
ر رمانا بالنسر والعَوَّاء1

هاشم المرقال رضي الله عنه

هو ابن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص الشجاع المشهور المعروف بالمرقال لقِّب بالمرقال؛ لأنه كان يرقل في الحرب؛ أي: يسرع، والإرقال نوع من العدوِ لقبَّه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أسلم يوم الفتح وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسية، وكان بالشام مع من يقاتل


  1. راجع بقية القصيدة في «الاستيعاب» لابن عبد البر.