صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٧

نساء بني المغيرة بالمدينة عليه، فنهاهن أحد الصحابة، فقال عمر: دعهنَّ يَسفَحن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعًا أو لقلقة.

خارجة رضي الله عنه

هو ابن حذافة بن غانم القرشي العدَوي من بني عديِّ بن كعب من رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أسلم خارجة يوم الفتح، أحد الفرسان المشهورين ممن يعدُّ بألف كما تقدم في الرجز، ولما غزا عمرو بن العاص مصر استمد عمرَ فأمدَّه بعبادة بن الصامت الأنصاري وخارجة هذا، وكتب إليه: قد أمددتك بألفي فارس.

سكن مصر، ولما تولى عمرو بن العاص مصر من قِبَل معاوية جعله على شرطته وحين تآمر الخوارج الثلاثة على قتل علي، ومعاوية، وعمرو بن العاص جاء الذي أراد قتل عمرو فصادف عمرًا مريضًا في تلك الليلة ولم يخرج إلى الصلاة واستناب خارجة هذا فضربه الخارجي فقتله فأمسك، وأتى به عمرو فسمعهم يخاطبون عمرًا، فقال: لم أقتل عمرًا، قالوا: بل قتلت خارجة، فقال أردت عمرًا، وأراد الله خارجة فذهبت مثلًا.

ضِرار رضي الله عنه

هو ابن الخطاب بن مرداس القرشي الفِهري أحد الفرسان المشهورين والشعراء المجيدين لم يكن في قريش أشعر منه بعد أبي طالب، وبعده ابن الزِّبِعرَى، وكان أبوه الخطاب فارس بني فهر وسيدهم في الجاهلية أسلم يوم الفتح، وكان في الوقائع التي قبله قاتل المسلمين أشد القتال، وكان يقول بعد الإسلام للمسلمين ممازحًا: لقد زوجت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحور العين وله ذكر في أحُد والخندق1، وحضر فتوح فارس فكان له فيها المآثر


  1. وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.