صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤١

بمكة يستخفون بصلاتهم فبينا سعد في شِعب من شِعاب مكة في نفر من الصحابة؛ إذ ظهر عليهم المشركون فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلًا من المشركين بلَحِى جمل فشجَّه فكان أول دم أريق في الإسلام.

وروى الشيخان والترمذي والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أرِقَ ليلة فقال: ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني؛ إذ سمعنا صوت السلاح، فقال: «من هذا»؟ قال: أنا سعد، فقام، وفي رواية: فدعا له.

وروى الترمذي من حديث جابر، قال: أقبل سعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا خالي فليُرِنِي أمرؤ خالَه».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سعد بن أبي وقاص يعدّ بألف فارس» أخرجه المُلاَّ في «سيرته».

حضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله في سريَّة عُبيدة بن الحارث حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى رابغ لتلقي عِير قريش، فتراموا بالنَّبل، فكان سعد أول من رمى بسهم، ورامى يوم أحُد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلقد رأيته صلى الله عليه وسلم يناولني النَّبل، ويقول: «ارْمِ فدِاك أبي وأمي».

وروى البخاري عنه قال: نَثَل لي صلى الله عليه وسلم كِنانته يوم أحد، فقال: «ارْمِ فداك أبي وَأمي».

وروى الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه عن علي رضي الله عنه، قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلَّا لسعد بن مالك؛ فإني سمعته يقول يوم أحد: «ارْمِ سعدُ فداك أبي وأمي»، ورمى يوم الخندق رجلًا من المشركين فوقع السهم في نحره فوقع مستلقيًا وبدت عورته فضحك رسول الله