صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٤٠

السعدي التميمي غدرًا، وذلك أنه لما التقى الجيشان ناداه عليٌّ أن أخرج إلى يا زبير، فخرج إليه، فقال له عليٌّ: أنشدك الله، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك تقاتل عليًّا وأنت ظالم» قال: نعم ولم أذكر ذلك إلى الآن لو تذكرته ما وصلت هذا المحل، ثم انصرف راجعًا إلى جيشه وقال لابنه عبد الله: قم بجيشك؛ فإني والله ما دخلت في أمر إلا وخرجت منه إلا في هذه المرة؛ فإني أخطأت وإني راجع إلى المدينة، فقال له ابنه: ما بك من ضعف رأي، ولكنك رأيت رماح بني هاشم طوالًا فغضب، وقال: أجل أتخوفني بها إنها لرماح حدّاد يحملها فتية أمجاد ثم أقبل نحو جيش علي رافعًا رمحه، فقال: أظن الزبير قد أغضب وما قصده قتالكم فنكِّسوا له الرماح حتى يجوز فنكسوا له الرماح حتى خرج من الجيش، فلما وصل وادي السباع نام تحت شجرة هناك فجاءه عمرو بن جُرموز وقتله وهو نائم، وأتى بسيفه إلى عليٍّ يبشره، فقال له علي: أبشر بالنار وستأتي، ترجمة ولده عبد الله في الطبقة الثانية من الشجعان.

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

هو أبو إسحاق سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كِلاَب القرشي الزهري رضي الله عنه، كان أحد السابقين إلى الإسلام، ففي صحيح البخاري عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث ثلاثة في الإسلام، وهو أحد الفرسان المعدودين بألف فارس، وأحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتًا، وأحد ستة الشورى الذين عيَّنهم الفاروق للخلافة وعهد إلى واحد منهم يعينه بقيتهم وقال في وصيته: إن أصابته الإمْرَةُ فذاك، وإلا فلْيستعن به الوالي؛ فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

قال ابن إسحاق في المغازي: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم