قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئًا، فلما التقى الناس خرجت أنتظر حمزة وأتبصَّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهذُّ الناس بسيفه هذًّا ما يقوم به شيء فو الله إني لأَتهيأ له فأَستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سِباع بن عبد العزَّى، فلما رآه حمزة قال له: هلم إليَّ يا ابن مقطعة البظور فضربه فقتله، قال: فلم يبق بيني وبينه أحد فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي فغُلِب فتركته حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ورجعت إلى مكة فأعتقني سيدي.
ومن شعر حمزة رضي الله عنه يذكر لقاءه أبا جهل وأصحابه في قصيدة تركت أكثرها اختصارًا:
الزبير رضي الله عنه
هو ابن العوام بن خوَيلِد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَي بن كِلاب القرشي الأسدي أبو عبد لله حوارِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، أمّه صفية بنت عبد المطلب وخالهُ حمزة، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى وممن يعدُّون بألف فارس كما تقدم في الرجز، أسلم وله اثنتا عشرة سنة، وهاجر الهجرتين، قال عروة: كان الزبير طويلًا تخط رجلاه الأرض إذا ركب، وقاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلًا فكسر يده فَمُرَّ بالرجل محمولًا على صفية وقيل لها: إن ابنك فعل به هذا، فقالت للرجل: