صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٥
ممن بألف يوزن المقدادُ
حَارجةٌ عُبادة الآساد
كذا الزبير وعليٌّ أجدر
وخالد بالعدِّ ممن ذكروا

وقد ترك كثيرًا منهم كما اعترض عليه شارحه مثل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأبي دُجانة الأنصاري والبراء بن مالك؛ فإن هؤلاء مثلهم في الشجاعة، وستأتي تراجم هؤلاء كلهم إن شاء الله.

ومن كلام علي رضي الله عنه في هذا المقام: "من فكر في العواقب لم يشجع" وتوفي رضي الله عنه ليلة السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة شهيدًا على يد أشقى الآخرين عبد الرحمن بن مُلجِم المرادي قتله غِيلة عند باب المسجد عند الفجر، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصفًا وعمره ثلاث وستون سنة.

أبو عمارة حمزة رضي الله عنه

هو ابن عبد المطلب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، أبو عُمارة وفتىَ قريش، ولد قبل النبي بسنتين، وأسلم في السنة الثالثة من البعثة، ولازم ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر معه، وذكر ابن إسحاق في سبب إسلامه أن أبا جهل مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصَّفا فنال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبد الله بن جُدْعان التيمي في سكن لها تسمع ذلك ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحًا قوسه راجعًا من قنَص له، وكان صاحب قنَص يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، ثم يمر على نادي قريش فيسلم عليهم ويتحدث معهم، وكان أعزَّ فتى في قريش وأشد شكِيمةً، فلما مرَّ بالمولاة وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم