صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩

بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لتركناهم لكم، أو لتركتموها لنا؛ يعني: مكة وكان عدد من أسلم إذ ذاك يبلغ الأربعين، وكانوا يجتمعون بدار الأرقم، ولا يتظاهرون بعبادتهم، فقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألسْنَا على الحق وهم على الباطل؟ قال: «بلَى» فقال عمر: ولم نختفي ونحن على الحق، اخْرُجْ بنا إلى المسجد فخرجوا صفًّا واحدًا عمر في طرفه، وحمزة في طرفه الآخر.

وذكر الطبري في «الرياض النضرة في مناقب العشرة» أن الصحابة لما هاجروا إلى المدينة خرجوا مستترين إلا عمر؛ فإنه تقلد سيفه، وتنكَّب قوسه، وجاء إلى نادي قريش، وقال لهم: إني ذاهب إلى يثرب، فمن أراد منكم أن يثكِل أمه أو ييتم أولاده فليلحقني، فما تبعه أحد، وقد حضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وتولى الخلافة بعد أبي بكر، فأقام العدل، وقتل شهيدًا على يد الشقي أبي لؤلؤة بعد ولايته عشر سنين ونصفًا، ومن شعره رضي الله عنه:

توعدني كعب ثلاثا يعدها
ولا شك أن القول ما قال لي كعب
وما بي خوف الموت إني لَميت
ولكن خوف الذنب يتبعه الذنب

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

هو أبو الحسن أمير المؤمنين، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرته بالشجاعة والنجدة أوضح من كوكب النهار حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس الكناني قبل أن يسلم بعد وقعة بدر يخاطب قريشًا ويعيرِّهم بما فعل عليّ فيهم:

في كل مجمع غاية أخزاكم
صدع يفوق على المذاكي القرَّح