صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٣٠

لله درُّكُمُو ألمَّا تذكروا
قد يذكر الحر الكريم ويستحي
هذا ابن فاطمة الذي أفناكم
ذبحًا وقتلًا بعضه لم يرتج
أين الكهول وأين كل دعامة
في المعضلات وأين زين الأبطح

وفاطمة أمه هي بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها؛ لأنها ربَّته.

وكانت درعه رضي الله عنه صدرًا لا ظهر لها، فقيل له: يا أبا الحسن، لم لا تجعل لها ظهرًا؟ فقال: إذا مكَّنت عدوي من ظهري فلا أبقى الله عليَّ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عدا تبوك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلَّفه على المدينة أميرًا، فقال: يا رسول الله، أتتركني مع النساء والصبيان، وتفوتني غزوة معك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلَّا أنه لا نبي بعدي».

وكانت قتلى قريش ببدر سبعين رجلًا، فكان ثلثها لعلي وعمه حمزة، والباقي لسائر الصحابة.

وقد تقدمت مبارزته لعمرو بن عبد وُد الفارس المشهور وقتله أياه في ترجمة عمرو.

وقتل أبا سعد بن أبي طلحة يوم أحد، وكان أبو سعد بن أبي طلحة حامل لواء المشركين، فخرج بلوائه وطلب المبارزة مرارًا، وقال: أنا قاصم أيِّ داهية، فخرج إليه علي رضي الله عنه، وهو يقول: أنا أبو القصم، فاختلفا ضربتين فقتله علي.

قال ابن هشام: نادى منادٍ يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، وذو الفقار سيف رسول الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما رجعوا من أحُد ناول سيفه ذا الفقار ابنته فاطمة، وقال: «اغسلي عنه الدم يا بنية فو الله لقد صدقني اليوم»، فناولها علي رضي الله عنه سيفه أيضًا، وقال: اغسلي عنه دمه، فو الله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دُجانة».

وقال علي حين غسلت فاطمة سيفه من الدم.