صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٢٦

العدوُّ لقربه منه.

وعن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قِبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا قد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري والسيف في عنقه وهو يقول: «لن تراعوا».

وقال عمران بن حصين رضي الله عنه: ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب، ولما رآه أبيُّ بن خلف يوم أحد وهو يقول: أين محمد؟ لا نجوت إن نجا، وقد كان قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين افتدى يوم بدر: عندي فرس أعلفها كل يوم فرَقًا من ذرة أقتلك عليها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أنا أقتلك إن شاء الله»، فلما رآه يوم أحد شدَّ أبيٌّ على فرسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترضه رجال من المسلمين، فقال لهم صلى الله عليه وسلم هكذا «خلوا إليَّ طريقه» وتناول الحربة من الحارث ابن الصِّمة، وكان الصحابة الذين معه إذ ذاك تعلقوا به يريدون أن لا يبرز بنفسه إلى أبي، ويكفيه ذلك رجل منهم، فانتفض بالحربة انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشَّعْراء عن ظهر البعير إذا انتفض، والشعراء ذباب له لذع، ثم استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنة تدهده منها عن فرسه مرارًا، وقيل: بل كسر ضلعًا من أضلاعه، فرجع إلى قريش يقول: قتلني محمد، وهم يقولون: لا بأس عليك، فقال: لو كان ما بي بجميع الناس لقتلهم، أليس قد قال: «أنا أقتلك»، والله لو بصق عليَّ لقتلني فمات بسَرِف في قفولهم إلى مكة.

قال أنس: كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى قوة ثلاثين رجلًا، خرَّجه النسائي، ونحوه عن أبي رافع.

وعن طاووس: أعطي عليه السلام قوة أربعين رجلًا في النكاح.

وقد وردت الأخبار بأنه صلى الله عليه وسلم صارع رُكانة بن عبد يزيد المطلبي وكان أشد أهل وقته وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام، فقال مستهزئًا به: إن صرعتني يا محمد أؤمن بك فصرعه ثلاث مرات،