صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥

فقتله في بيت امرأة من بني سَلُول فجعل يقول: أغدةً كغدة البعير وموتًا في بيت سلولية وذلك لأن بني سَلُول كانوا محتقرين في العرب، ونزلت صاعقة على أربد بعدما وصل أهله فقتلته ومن شعر عامر بن الطفيل قوله:

وإني وإن كنت ابن سيد عامر
وفارسَها المشهور في كل موكب1
فما سوَّدتْني عامر عن وراثة
أبي الله أن أسمو بأم ولا أب
ولكنني أحمي حماها وأتَّقى
أذاها وأرمي من رماها بمنكبي2

دريد بن الصمة

وأما دريد بن الصمة، فكان فارس عَلْيا هَوازِن وثَقيف وهو صاحب ربيعة بن مكَدَّم في القصة المتقدمة لما أعطى رمحه لربيعة، وكان دُرَيد من المعمَّرين قيل: عاش مائتي سنة، وكان شاعرًا مجيدًا وأدرك الإسلام شيخًا هرمًا وحضر حُنينًا مع قومه هوازن، وكانوا أركبوه في هودج وأحضروه معهم للمشورة وولوا أمرهم مالك بن عوف النصْرى وساقوا معهم نساءهم وأموالهم ونزلوا أوْطاس، وكان دُريد قد عمي، فقال لهم: بأي وادٍ أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نِعْم مجال الخيل لا حَزْن ضَرْسٌ3 ولا سهل دَهْسٌ4 مالي أسمع رُغاء البعير ونهيق الحمير وبكاء الصغير ويُعار الشاء؟ قالوا: ساق مالك مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم قال: أين مالك؟ قيل: هذا مالك ودُعي له فقال: يا مالك؛ إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام ما هذا الذي


  1. وفي «مروج الذهب» للمسعودي تدل الشطر لثاني ما نصه (وفي السر منها والصريخ المهذب).
  2. وفي مروج الذهب (بمقنب) بدل «بمنكبي» والمقنب: مخلب الأسد: أو الكتيبة.
  3. خرس: شديد خشن.
  4. دهس: ليس برمل ولا تراب.