صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١

وقيس الذي ذكره في شعره هو ابن مَكْشُوح المرادي1 وهو ابن أخته وكان يعاديه ويتهدده، وهو أيضًا من الشجعان المعدودين أسلم وحضر حروب فارس وكان له فيها ذكر وقتل بصِفِّين مع علي رضي الله عنه، وسأل الفاروق عمرًا أيضًا عن العدانانيين أيهم تكره محاربته فقال أحيًّا أو رَجلًا؟ فقال: حيًّا ورجلًا، فقال: أما الحيّ فأكره لقاء الأراقم من بني تغلب، وشيبان من بكر بن وائل، وبني كلاب من عامر، وبني رَواحة من عبس ثم لو جُلْت على فرسي مياه العدنانيين كلَّها لا أخاف ما لم يلقني حُرَّاها أو عبداها فأما حُرَّاها فعامر بن الطّفَيْل العامري وعُتيبة بن الحارث التميمي وأما عبداها  فَسُلَيك المقَانِب التميمي وعنترة الفوارس العبسي وسيأتي تراجم هؤلاء، وأضاف عمرو بن معد يكرب مجاشُع بن مسعود السلمي وكان أميرًا على الكوفة من قبَل الفاروق فأكرمه وحباه فخرج، فقال له الناس: كيف وجدت السلمي يا أبا ثَور؟ فقال: لله درُّ بني سُليم ما أحسن في الهيجاء لقاءها وأكرم في اللزْبات2 عطاءها وأثبت في المكرمات بقاءها، وكانت بنو سُليم غزت في الجاهلية ورئيسهم العباس بن مرداس الصحابي المشهور بني زُبَيْد فجمَعَتْ لهم زُبَيْد قبائل مذحج والتقوا وعلى اليمانيين عمرو بن معد يكرب واقتتلوا قتالًا شديدًا، حتى ملُّوا ولم يظفر أحد الفريقين بصاحبه، فقال العباس قصيدته المذهبة المنصفة يصف حربهما منها:

فلم أر مثل الحي حيًا مُصَبّحًا
ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا
أكَرَّ وأحمى للحقيقة منهم
وأضربَ منا بالسيوف القلانسا3

  1. المكشوح هو: هبيرة، سمي بذلك؛ لأنه ضرب على كشحه؛ أي: جنبه.
  2. اللزبات: الشدائد.
  3. القلانس جمع قلنسوة: لباس الرأس وهي هنا الخوذة المعروفة.