صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٠

التُّرس؟ قال: هو المِجَنُّ وعليه تدور الدوائر، قال: فما تقول في الرمح؟ قال أخوك وربما خانك فانقصف، قال: فالنَّبل؟ قال: منايا تُخطئ وتُصيب، قال: فما تقول في الدِّرع، قال: مثقَلَة المراجل، مشغلَة للفارس وإنها لحصن حصين،  قال: فما تقول في السيف، قال: هناك لا أم لك يا أمير المؤمنين، فضربه عمر بالدِّرة وقال: بل لا أم لك.

ومن كلامه الفزّعات ثلاث فمن كانت فزعته في رجليه فذلك لا تقِلُّه رجلاه، ومن كانت فزعته في رأسه فذلك الذي يفِرُّ عن أبويه، ومن كانت فزعته في قلبه فذلك الذي يقاتِل. ومن شعره:

أعاذِلُ عُدَّني بدَني ورُمحِي
وكُل مُقَلِّصٍ سلِس القياد1
أعاذِلُ إِنما أفنى شبابي
إجابتيَ الصريخَ إلى المنادِي
مع الأبطال حتى سَلَّ جسمي
وأقرحَ عاتقي حَمْلُ النِّجاد
ويبقى بعد حلِم القوم حلِمي
ويفنى قبل زادِ القوم زادي
ومن عجبٍ عجبِتُ له حديثٌ
بديعٌ ليس من بِدَع السَّداد
تمنَّى أن يلاقيني قييسٌ
وددت وأينما مني ودادي
يهددني وسابِغتي قميص
كأنَّ قتيرها حَدَق الجراد2
وسيف لابن ذي قِيعان عندي
تُخُيِّر نصْلُه من عهد عاد
فلو لاقيتني للَقيتَ ليثا
هصورًا ذا ظُبا وشَبا حِداد3
ولاَ اُسْتيقَنْت أن الموت حق
وصرَّح شحمُ قلبك عن سواد
أريد حياتَه ويريد قتليِ
هدْيرَكَ من خَليلِك من مُرادِ4

  1. يقال فرس مقلص: أي مستمر في سيره.
  2. القتير: رءوس مسامير الدرع.
  3. الظبا والشبا: الحد من كل شيء.
  4. في رواية الكامل (حباءه) بكسر أوله بدل (حياته).