صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٢

إذا ما شددنا شَدَّةً نصَبُوا لنا
صدور المذاكي والرماح الْمَدَاعِسا1
إذا الخيل جالت عن صريع نكُرُّها
عليهم فما يرجعن إلا عوابسا

فلذلك أثنى عليهم عمرو بما ذكر.

زيد الخيل بن مهلهل الطائي

وأما زيد الخيل فيكنى أبا مُكْنِف ولقب بزيد الخيل لخمسة أفراس كانت له وهو من الشجعان المعدودين، وكان طويلًا جدًّا يركب الفرس فتخُط رجلاه بالأرض كأنه راكب حمارًا، ويقبِّل الظعينة وهي في الهودج وهو واقف وكان سيدًا في قومه كريمًا مِغوارًا أدرك الإسلام ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه رهط من قومه، فأسلم وحسن إسلامه، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أراضي كثيرة، وكتب له كتابًا إلى قومه ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم (زيد الخير)، وقال فيه: «ما قدم عليَّ رجل من العرب يفضِّله قومه إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيدًا، وقال فيه: «أي فتى إن نجا من أم كلبة» يعني: الحُمَّى، فمات رضي الله عنه في الطريق وهو راجع إلى قومه، ومن شعره:

وقد علمت سلامة أن سيفي
كرِيهٌ كلما دُعيَتْ نَزَالِ
أحادثه بصقل كل يوم
وأعْجمُهُ بِهَامَاتِ الرجالِ

وأهدى المخَذَّم والرَّسُوب سيفين شهيرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

بعض فرسان قبائل قيس عيلان

من مضر في الجاهلية

منهم أربعة أبو براء عامر بن مالك الملقب بملاعب الأسنة، وابن أخيه عامر بن الطفيل بن مالك، ودريد بن الصمة، وعنترة العبسي.


  1. المذاكي: الخيول، المداعس: جمع مدعاس: الرمح الذي لا ينثني.