لقد أزمن الداء وتعسر برؤه. ولكنه ليس من النوع الذي لا ينجع فيـه دواء. والاتحاد هو في النهاية عمل الرؤساء. ولكن جمهور المؤمنين ليس بمعزل عن المسؤلية بل باستطاعتهم أن يؤثروا في حل المعضلة. فالاتحاد لا يصاغ صياغة ولا يفرض فرضا وإنما يكتشف اكتشافاً إذا عملنا على إيجاد الظروف الملائمة.
وأول واجباتنا نحن المسيحيين في الشرق والغرب معا أن نطلب إلى الله بنفس منسحقة أن يقرب اليوم الذي يتحقق فيه هـذا الاتحاد وأن يعاوننا على التحلي بالمحبة المسيحية الحقيقية التي تتأنى وترفق ولا تحسد ولا تباهي ولا تنتفخ ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتــد ولا تظن السوء بل تتغاضى عن كل شيء لأجل المسيح وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.
ثم يجدر بنا أن نبدأ العمل لأجل الاتحاد باصلاح أنفسنا. فالاتحاد فردي داخلي قبل أن يكون جماعياً ظاهرياً. فلنقدس نفوسنا ولنزينها بالفضيلة المسيحية. ومتى أصبحنا مسيحيين حقيقيين زال الجفاء والنفور وساد التعاون والاحترام.
والخطوة الثالثـة في نظرنا هي خطوة تعارف وتآلف وتعاون. وهي ضرورية لازمة لأن المفاهيم مختلفة والآراء متضاربة في كيفية تنظيم الكنيسة. فالأرثوذكسي يقول بمساواة الرسل وبالتساوي بين خلفائهم ويرى السلطة في يـد مجموع الأساقفة لا في يد أسقف واحد. والكاثوليكي يرى في حبر رومة أسقف الأساقفة. وهذه هي علة العلل. فإذا تعارفنا وتحابينا باسم المسيح وله تعاونا في أمور كثيرة وتوصلنا بنعمة الله إلى الاعتدال في الرأي وخرجنا من المأزق بحل يرضي الجميع. فلا بد والحالة هذه من إنهاء عهد الجفاء والتباعد والدخول في طور تعاون وتآلف.
ولنبدأ بتعليم صغارنا ما نتفق عليه قبل البحث معهم في وجوه الاختلاف.