ووصل احتجاج الرهبان الأوروشليميين إلى القسطنطينية وسائر الكراسي الشرقية فلاقى تأييداً فيها. وقام فوطيوس يفند القول الجديد ويدحضه بما أوتي من علم وفصاحة فأمست العبارة «والابن» موضع أخذ ورد بين الشرق والغرب ولا تزال1.
وقاوم الآباء الأرثوذكسيون الدولة في القرنين الثامن والتاسع محتجين على تدخلها في شؤون الكنيسة ولا سيما في أمور العقيدة، وتوفي الإمبراطور ثيوفيلوس في السنـة ٨٤٢ فلما كان أول أحد من الصوم الكبير من السنة ٨٤٣ أعيدت الأيقونات إلى سابق عهدها. وأصدر البطاركة الثلاثة خريستوفوروس الإسكندري وأيوب الأنطاكي وباسيليوس الأوررشليمي بياناً مشتركاً بوجوب حماية الأيقونات وتكريمها.
ثم اختلف الآباء القسطنطينيون في موقفهم من الدولة فتطرف الإيستودون ومنعوا كل تدخل حكومي في شؤون الكنيسة. واعتدل الأوليمبيون وكبار الأساقفة في هذا الأمر نفسه فكانت متاعب لمتوذيوس البطريرك انتهت بانتقاء أغناطيوس بعـده (٨٤٨) نظراً لطهارته من الجهة الواحدة ولصلته الشخصية بالأسرة المالكة من الناحية الأخرى. ونشأت مشادة بين الإمبراطورة الوالدة ثيودورة وبين أخيها برداس المتقدم في البلاط. وتوفي أحد أبناء برداس فأقامت أرملة هذا في بيت عمها برداس ولم تتفق
هذه الكنة الأرملة مع حماتها افذوكية فاندلع الشر في البيت. وعطف برداس على الكنة الأرملـة فاتهمته زوجته أفذوكية بكنته. فطرد زوجته من البيت فراحت تتطاول عليه بلسان لم يكن قصيراً. فشاع الخبر العائلي في العاصمة. فوبخ البطريرك أغناطيوس برداس ونهاه عن المحرّم وأمره أن يقبل امرأته وفي بيته فامتنع، وفي عيد الظهور الإلهي
- ↑ Burn, H. E., Some Spanish Mss. of the Const. Creed, J.T.S., 1908, 301-303 Meester, P., Le Filioque, Rev. Ben., 1907, 86 103; Jugie, A. A., Origine de la Controverse etc., Rev. Sc. Phil. Theol., 1939, 369 385, Kelly, J. N. D., Early Christian Creeds, 1950, 358 - 367.