في القرن الثامن أو في القرن التاسع بعده.
ومما أدى إليه تغافل رومة الجديدة عن مطالب رومة القديمة وإلقاء الأزمّة إلى أيدي المقادير ظهور الديكربتات الكاذبة «Fausses Décrétales» في فرنسة في منتصف القرن التاسع. وقد نسبت خطأ إلى أسيدوروس الإشبيلي (+ ٦٣٦) وهي مجموعة من الأوامر والرسائل الصادرة عن الباباوات ومن قوانين المجامع. أما القوانين فإنها صحيحة على وجه الإجمال وإما الرسائل والأوامر فإنها كاذبة على وجه الإجمال. وقد زورت هذه لتدعيم حقوق الأساقفة في وجه رؤسائهم المطارنة ولتأييد سلطة الباباوات. وقـد شك فيها وتردد في صحتها لأول مرة علماء ماغديبورج في السنة ١٥٥٨1. وأول من تذرع بها من الباباوات البابا نيقولاووس الأول وذلك في السنة ٨٥٤.
وكان الآباء في إسبانية قد قالوا في سبيل الدفاع عن صحة العقيدة بانبثاق الروح القدس من الآب والابن وذلك رداً على الآريوسية التي دخلت عليهم مع القبائل البربرية. وكانوا قد أقروا ذلك في مجمع مكاني مجمع توليدو الثالث في السنة ٥٨٩. وتسرب هـذا القول إلى فرنسة وشاع في أوروبة الغربية حتى عمَّ الإمبراطورية الكارولية في حوالي السنة ٨٠٠. ونقله حجاج الإفرنج إلى الأراضي المقدسة وتلاه رهبان الإفرنج في أوروشليم على جبل الزيتون في السنة ٨٤٧ فاعترض على ذلك رهبان القديس سابا وأسمعوا البابا لاوون الثالث احتجاجهم. فأصر على ما أقره الأباء في المجمع المسكوني الثاني أي على القول بالانبثاق من الآب فقط وأمر بنقش دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني على لوحتين من الفضة وأقامها عند قبر بطرس الرسول. ولكن موافقته على تفسير الدستور بإضافـة العبارة «والابن» Fttoque ساعد على انتشار القول الإسباني. وعند انتهاء القرن العاشر بدأ الدستور يتلى مع القول الجديد في رومة نفسها.
- ↑ Migne, J. P., Pat. Lat., vol. 130; Villien. A., Dict. Theol. Cath., IV, Cols. 212 222; Naz, R., Dict. Dr. Can., IV, Cols. 1062 1064.