سنة ٧٥٧ تقدم برداس مع ابن اخته الإمبراطور ميخائيل الثالث لتناول الأسرار الإلهية. فأبى البطريرك مناولته وطرده خارج الكنيسة أمام الشعب كله! وشفع الإمبراطور دون جدوى. فغضب برداس واستغل قصة الراهب الذي كان يدعي أنه ابن ثيودورة. فدافع البطريرك عنه ناسباً عملـه إلى الجنون. فاتهم برداس البطريرك بالتآمر على الإمبراطور وأقنع الإمبراطور بوجوب دخول ثيودورة وبناتها في الرهبنـة. فسألهن أغناطيوس إذا كن يردن ذلك فأنكرن فامتنع عن إجابة طلب الإمبراطور، فأكره الإمبراطور والدتـه ثيودوة وأخواته على الترهب وأمر أغناطيوس أن ينزل عن كرسيه ففعل.
وتشاور الأساقفة والإمبراطور وبرداس فأجمعوا على أن يكون خلف أغناطيوس رجل سلام يتوسط للوفاق بين الحزبين المتخاصمين، واشترطوا أيضاً أن يكون ذا همة ونشاط وعلم يدفع الهرطقات فاتفقوا على فوطيوس كاتم أسرار الإمبراطور. فرفض فوطيوس فأصر الرؤساء والأعيان فلم يصغ لهم. فانحاز إليه عندئذٍ أكثر أتباع أغناطيوس المستقيل. ثم هدده برداس بالسجن فأذعن فرقي في ظرف أسبوع واحد جميع الدرجات الكهنوتية وسيم في يوم عيد الميلاد سنة ٨٥٨ أسقفاً وتوج بطريركاً مسكونياً.
ولم يوفق فوطيوس إلى القضاء على الشقاق بسرعة، فعاد الخصام وعاد بعض أتباع أغناطيوس إلى المقاومة. ويئسوا فشكوا أمرهم إلى رومة. ولم تكن هذه أول مرة تلجأ فيها أقليـة أرثوذكسية متظلمة إلى رئاسات الكنائس الشقيقة فتاريخ الكنائس الأرثوذكسية حافل بمثل هذا قبل الانشقاق وبعده، ولم تكن قضية الأيقونات قد صفيت تصفية نهائية عملية وذرَّ قرن الشقاق بين أصحاب الطبيعة الواحدة وبين الأرثوذكسيين. وهب البوليسيون والمانويون يشاغبون. وعرا الكنيسة اضطراب شديد. فرأى الإمبراطور والبطريرك أن يصار إلى دعوة مجمع مسكوني، فكتب فوطيوس رسائل الجلوس ووجهها إلى رومـة والإسكندرية وأنطاكية وأوروشليم. فرد عليها البطاركة الشرقيون رسائل سلام أما بابا رومة نيقولاووس الأول فإنه اغتنم هذه الفرصة للمطالبة بالأبرشيات التي سلخت عن