فيها لقب بطريرك في معاملات رسمية. وقدم يوستنيانوس بطريرك رومة القديمة على سائر البطاركة واعتبره رأس الكنائس كلها. وجعل بطريرك رومة الجديدة الثاني بعده. ولكنه أصر في السنة ٥٥٣، لمناسبة انعقاد المجمع المسكوني الخامس، على وجوب المساواة بين البطريركيات الخمس بإرسال عدد مماثل من الأساقفة من كل منها1.
وفي السنة ٦٨٠ عقد في القسطنطينية المجمع المسكوني السادس للنظر في بدعة المشيئة الواحدة بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الرابع وبرئاسة البطريرك القسطنطيني جاورجيوس. فقدم نواب البابا الدعوى كما في المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني ولكنهم لم يقولوا مثل سلفائهم: «إنـا مأمورون من أسقف مدينة الرومانيين الرسولي الجزيل الغبطة الذي هو رأس جميع الكنائس، بل وجهوا خطابهم إلى الإمبراطور وقالوا: «أيها السيد الكلي الخير. إننـا بحسب المرسوم الصادر من دولتكم المحكمة من الله إلى بابانا الجزيلي القداسة قد أرسلنا من طرفه إلى المواطىء الكلية التقوى مواطىء حلمكم المؤيد من الله ومعنا معروض منه ومعروض آخر مجمعي من الأساقفة الجزيل برهم الخاضعين له تقواهم المحصَّن من الله». ومما جاء في البيذاليون أن الإمبراطور حرر إلى البابا لاوون الثاني يقول: «إننا نجتهد في أن نأتي برعيتنا المسيحية إلى السلام والانضمام ونهـتم في انتظام كنائس الله المقدسة. وبحسب دعوتنا وأمرنا قد اجتمع الذين من طرف غبطتكم والبطاركة الجزيلو القداسة الذين بعدكم المساوون لكم في الكرسي وسائر الأساقفة الجزيل برهم وجالسوا حلمنا المحب التقوى وكنا نتذاكر في موضوع الإيمان».
وعاد الآباء في السنة ٦٩٢ إلى الاجتماع في قاعة القبة «طرولوس» في القسطنطينية لسن القوانين لأن المجمعين الخامس والسادس لم يعنيا بذلك. فدعي هذا المجمع «مجمع البنثيكني» أي الخامس السادس. فقالوا في القانون السادس
- ↑ Brehier, L., Concile de Const., Fliche et Martin, IV, 471-472.