صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/95

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٩

التمر والدقيق وركبوا فيه الجواهر فأصابهم مخمصة فأكلوه فهل رأيت قومًا أكلوا إلههم فأصبحوا والعرب يضحكون بهم وإن بعضهم كان يعبد صنمًا فوضعه ثم ذهب إلى أمر له فإذا بثعلب جاء وبال عليه فأدركه التوفيق فكسره وقال أنت لم تحفظ نفسك فكيف تحفظني وأنشد

ورب يبول الثعلبان برأسه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب

فلعن الله العزى والمناة ومن يؤمن بهما إلى يوم القيامة فلنا العزيز الجبار ولهم العزى والنار قالوا هي بنات الله وشفعاؤنا إلى الله ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى الجواب قلنا لهم يا حمير إن كانت بنات الله فمن أمهن وكيف ولدن وأي نسبة بين القديم والحجر الله تعالى حي عالم قادر مريد سميع بصير وهن أحجار لا تضر ولا تنفع أسلموا كي تسلموا فإن ذلك برهان الدسائس ويضيع العمر بكلب حي خير من حجر منحوت فهل لا يتخذون الكلب إلهًا لعنهم الله أنى يؤفكون فابشروا بالإسلام يا معاشر المسلمين واحمدوا الله على سلامة الدين فأهل الأوثان فداؤكم من النار يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون.

( الباب العاشر في الرد على إخوانهم المجوس )

أعلم أنهم يقولون بإلهين اثنين نور وظلمة ويسمون النور يزدان والظلمة الشيطان وهو أهرمن فالنور لا يكون منه إلا الخير والشيطان لا يكون منه إلا الشر فجميع ما يجري في العالم من الخير من فعال النور وجميع ما يجري من الشر فهو فعل الظلمة وهو الشيطان فنقول يا معشر المجوس من أحدث الشيطان فإن قالوا أحدثه يزدان قيل فقد أحدث الشيطان الذي هو أعظم الشرور فما أنكرتم أن يحدث سائر الشرور وإن قالوا لا يحدث قيل فما أنكرتم أن تكون الحوادث كلها لا محدث لها (دليل آخر) إذا جاز قدم الباري وهو نور وضياء فما أنكرتم قدم الشيطان