صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧٢

شيء منهم والكلب والخنزير يسكنان بلاد الإسلام والباطني لا يقيم بين المسلمين لخبث عقائدهم وداعيتهم في العراق الحسن بن أحمد الصباح الرازي الزنديق كان ساعيًا كاتبًا بالري ويعلم النجوم والفلسفة بمصر وسمى نفسه صباحًا يعني انه صبح طلع بين الدعاة كما أن أبا عليّ بن الحسن كان من قرية ببخارى يقال لها سينا فسمى نفسه إبن سيناء وهو الضياء وصعد هذا الزنديق قلعة الموت في سنة سبعين وأربعمائة أخذ الدعوة من مصر بمعونة تاج الملك الزنديق وأعطاه مالًا اشترى به قلعة الموت خربها الله تعالى وكان يدعي التشيع ونصرة أهل البيت ويعدهم الخروج والاستيلاء فجلس يومًا على القلعة وقسم جميع البلاد على قومه يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا وكثر هرجه وشرّه وفتكه بالملوك والسلاطين والعلماء والكبراء ولم يحصل على ما أضمره من الخروج والاستيلاء إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ففرحت قلوب المسلمين بسببه وكان يقوى بتغافل السلطان والأتراك ومداهنتهم في أمره فمات لعنه الله ومن فضائحهم أن الشرائع لها بواطن غير الذي يعرفه العلماء فالصلاة دعاء إلى الامام والصوم حفظ السر والحج القصد إلى الامام وغسل الجنابة يطهر القلب عن المعقول إلى غير ذلك مما لا يحصى فنقول القرآن عربي والعرب تفهم من هذا شرائع معقولة وما يقوله تركي أو مصري والقرآن لم ينزل بلغة التركي والمصري فلو خاطبهم بلغة لا يعرفونها كان عبثًا وظلمًا فقولك تحكم محض لم قلت ذلك وأيضًا فصاحة العرب منذ خمسمائة سنة يسمعون عنها ولا يعرفون معانيها حتى جعلت من صف البقالين فكيف عرفت يا زنديق ما اشتبه على العرب.

شعر
أقصر يحق لمثلك الاقصار
أتريد تعييرا وأنت العار

وأيضًا أولئك صلوا وصاموا وتعبوا فكانوا على الحق دون العالمين