صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧١

ونفي الشريك الجواب الثاني ليس الآدمي نطفة ولا النطفة من الآدمي بل آثار قدرة القديم فقد تكون نطفة ولا يحدث آدمي والدجاجة والبيض من آثار القدرة الباهرة فتنبهوا خذلهم الله لقولهم الآدمي كالنبت قلنا يا حمير الآدمي شخص حي عالم كيف يكون كالنبت النامي ثم النبات لا بد له من منبت وأعلم ان التعطيل من وجوه منها تعطيل الصنع عن الصانع ومنها تعطيل الصانع عن الصنع ومنها تعطيل الباري عن الصفات الذاتية ومنها تعطيل الباري عن الصفات المعنوية ومنها تعطيل ظواهر الكتاب والسنة أمّا تعطيل العالم عن الصانع فلم يذهب اليه سوى الملاحدة لعنهم الله وأمّا تعطيل سلامة الاعتقاد في هذه المجازات والمعارضات والأودية المظلمة والبحار المغرقة فلم يخلص سوى أهل السنة والجماعة والصدر الأجل سيد الوزراء ورأسهم ورئيسهم في هذا الاعتقاد والحمد لله حق حمده

شعر
هنيئا وزاد الله فيه زيادة
وذلك مجد يملأ العين والصدرا

( الباب الخامس في الرد على الملاحدة لعنهم الله )

الملاحدة شر خليقة الله تعالى وأخبث عباد الله وكفرهم أعظم من كفر فرعون وهامان وثمود وكفر جميع الكفار يتلاشى في جنب كفرهم وإن كان الكفر كله ملة واحدة ولكن أعرفك خبرهم وأصل مذهبهم نشأ من ميمون بن ديمان الثنوي المقيم بكنيسة فارس في سنة ثلاثمائة وعشرين وتقوية مذهبهم من جهة تاج الملك الملحد المسيحي لعنه الله وأول بلدة ظهرت فيها هذه المقالة أهواز وقيل أصفهان وعود هذا المذهب وعاقبته وخاتمته التعطيل فأوله رفض وآخره تعطيل محض ولا ملك لهم البتة ولا سلطنة ولا مقالة البتة سوى التلبيس ومقصدهم معادلة الإسلام وتشويش الشريعة وافترقت المجوس على سبعمائة فرقة والباطنية