صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧٠

جوز تفرقها بحال ولو كان اجتماعها لمعنى فقد سبق المعنى عليها فبطل أن يكون قديمًا لأن القديم ما لا يسبقه شيء (دليل آخر) أي العرضين سبق إلى الهيولى الاجتماع أو الافتراق فإن كان الاجتماع فلا بد للاجتماع من افتراق وإن كان الافتراق فلا بد من اجتماع وعندكم الهيولى خال عن أنواع الاعراض (دليل آخر) لا بد من مخصص يخصصه بالاجتماع دون الافتراق أو بالافتراق دون الاجتماع (إلزام آخر) ما الموجب على الوقوف لتسعة من العقول وتسعة من النفوس وتسعة من الأفلاك وأربعة من العناصر وهلّ لازاد إلى ما لا يتناهى وهلا لازاد بعدد معلوم ونقص فلم يقف في حد معلوم هذا تحكم محض لا جواب لهم أبدًا ثم ما الموجب لمقدر النجوم الشمس والقمر ما قدرها المعلومة به حتى صار منها ما هو أكبر ومنها ما هو أصغر وما الموجب لتعيين القطبين بالموضع المعلوم ولا جواب لهم عن هذا قط فبطل مذهبهم والسلام.

( الباب الرابع في الرد على الدهرية )

وهم شرذمة قليلة قالوا العالم في الأزل كان أجزاء مبثوثة تتحرك على غير استقامة فاصطكت اتفاقًا فحصل عنها العالم بشكله الذي تراه ودارت الأدوار وكرت الأكوار ولست أرى أن هؤلاء ينكرون الصانع لكن يعتقدون في حدوث العالم ما ذكرت ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ويقولون الآدمي يحدث من نطفة والنطفة من الآدمي والبيضة من الدجاج والدجاج من البيضة الجواب الأول بضرورة العقل نعلم أن العالم مصنوع ولا بد للمصنوع من الصانع أفي الله شك فاطر السموات والأرض وأعلم قطعًا أن الدهري متى يمرض أو يفتقر أو يضطرب به البحر فإنه يلجأ إلى الله تعالى يا رب فرّج وأفعل بي كذا ولهذا لم يرد التكليف بمعرفة وجود الصانع بل ورد بمعرفة التوحيد