صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٨

كافرًا ولو قال سآخذ حقي منك في القيامة فقال كيف تعرفني في ذلك الزحام والزحمة يكون كافرًا ولو قيل لرجل في الغضب أما تخاف الله فقال لا يكفر ولو علّم امرأة حتى ترتد وتفسخ النكاح بينهما كفر ولو قيل لرجل لماذا لا تدور حول الحلال فقال إذا وجدت الحرام فلا أدور حول الحلال يكفر (حكاية) قيل للمأمون سئل عالم عن قتل رجل حائك ماذا يلزمه فقال يلزمه طغار زيت فدعا المأمون بالعالم فقال ويحك ما الذي أفتيت به قال كنت أمزح قال المزح بأحكام الله في دين الله فأمر حتى ضرب بالسياط ومات تحت السياط فلا يجوز التمزح والتهزل بأحكام الله في دين الله فإن موقعه عظيم.

( الباب الثالث في الرد على الفلاسفة )

وهم قوم من اليونانيين تحذلقوا في المعقولات حتى وقعوا في وادي الحيرة والخباط وتحيروا في الالهيات وبنوا مقالاتهم على التشهي المحض والدعاوي الصرف ويزعمون أنهم أكيس خلق الله وسياق مذهبهم يدل على أنهم أجهل خلق الله وأحمق الناس وأساس الالحاد والزندقة مبني على مذهبهم والكفر كله شعبة من شعبهم وكانوا يترهبون لقطع النسل ورئيسهم أفلاطون الملحد لعنه الله قال لموسى بن عمران رسول الله وكليمه كل شيء تقوله أصدقك فيه إلا قولك كلمني علة العلل انظر إلى اعتقاد هذا الخبيث كان يكذب رسول الله ويعتقد أن الله تعالى لا كلام له البتة تسميته توجب بنفسها من غير اختيار ويعتقد أن العالم قديم واخوانه كارسطاطاليس وسقراط وبقراط وجالينوس كلهم ملاحدة العصر وزنادقة الدهر يقينًا فان هذا تعرفه العلماء دون الأمراء ثم ان الله سبحانه علم خبث سرائرهم فأرسل الله عليهم سيلًا فغرقهم وعلومهم المشؤمة عربتها أقوامًا في عهد المأمون الخليفة باذنه ووصيته ثم اعتقاد