صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٠

بلغت سبعين ألفًا فاعلم أنها شافية كافية ولأنك كنت معدومًا والحروف موجودة فكيف تكون معدومًا وكلامك موجود ويلزمه أن تكون الحروف في المحاسبة والمكاتبة وفي كل حالة قديمة لأن الدليل قد قام على أن الجواهر متماثلة وسماع صوت المرأة حرام واستماع القرآن مباح واجب في كل موضع فلو قرأت أجنبية القرآن هل يحل استماعها إن قلت لا يحل فهو كفر لأنه يقول لا يحل استماع القرآن وإن قلت يجوز فخلاف الاجماع أن صوت المرأة عورة.

( الباب الثامن في أن الثواب والعقاب للروح أم للجسد )

إعلم أن الثواب والعقاب للروح مع البدن ومن قال كل ذلك للروح دون البدن فقد أمحل وكذب وهو مذهب السوفسطائى لانا نعلم ضرورة ان الأفعال والتدابير والآراء كلها تصدر من الجسد الحي وفي حال النوم كما يخيل له يكون على وجه ما رآه في حال اليقظة حتى أن الاكمه لا يبصر ولا يحس فمن قال أن جميع الأفعال تصدر من الروح فقد رفع الضرورة وأيضًا من قال أن الروح هي الحياة التي يخلقها الله تعالى في الشخص فإذا أراد أن يميته لم يخلق تلك الحياة فيموت الشخص فكيف تبقي الروح وأن الثواب والعقاب معها هذا محال وأيضًا أن الطاعة والمعصية حصلت منهما جميعًا لا من أحدهما فمن قال أنه يفرد أحدهما بالنعمة والعقوبة فقد أبعد وظلم وأيضًا إذا نام الانسان لا يكون له خبر بما فعل ودبر في حال اليقظة ولا يكون له خبر من المنامات المتقدمة الماضية فلو كان للروح خبر بعد الموت كان يجب أن يعرف أحوال نفسه وأيضًا لو كانت الروح تحس وتؤلم وتتلذذ باللذة والفرح ويعلم قطعًا أن البدن إذا تألم وتوجع وتحزن ثم نام ليستريح ويتروح دل انه لا خبر للروح في شيء من ذلك ولا علم لها في أحواله وأفعاله وأن لا يحس ولا