صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٩

الروح نفس ودم وأنه قديم فإنه من ترهات الدسائس فما يوجد ويعدم ويتصل وينفصل كيف يكون قديمًا وما يتغير ويتجدد كيف ينعت بالقدم ولهم في ذلك خبط طويل ومذهب ثقيل ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

الباب الثاني في حقيقة العقل

وهي مسئلة عظيم خطبها مهيب شأنها وكثر القال والقيل فيها وفيها أغلوطات ومعارضات من المخالفين حتى قال بعض الملحدين أن العقول متفاوتة مختلفة وقالوا العقلاء بخاصية العقل عرفوا الأشياء والأنبياء بخاصية العقل وصلوا إلى المعجزات ولبسوا على العوام وقالوا نحن إنما قلنا العقول متفاوتة تعظيمًا للأنبياء فإنه كيف يجوز أن يقال أن عقل الأنبياء مثل عقل العوام والاساكفة والحاكة ولولا أن العقول متفاوتة لما ورد الخبر بانقسام العقول وإذا كانت متفاوتة فاستواء الكل في التكليف يكون ظلمًا عظيمًا فإن البهيمة التي تقدر أن تحمل مائة منّ فلو حملتها مائتين يكون ظلمًا عظيمًا ومقصودهم أن يخرجوا الناس عن دين الله فيقولون أن العقل لا يحصل به معرفة والامام المعصوم لم يخرج بعد فافعل ما شئت ويفتحون على الناس باب الإباحة وهذه مسئلة سأل بعض تلامذتنا الامام محيي الدين يحيى السلماسي فتحير فيها وما نبس بشيء فيها فأقول والحق يشهد له بالعقول يا مخاذيل عن صبوح يرفعون بنيتم قصرًا وخربتم مصرًا العقول نوع علم ضروري لا يتجزئ ولا يتبعض ولا يوصف بالزيادة والنقصان ولكن أنتم عميان وعن الحجة عارون ودعواكم فيها زور وبهتان وأكثر المحققين ما وضعوا للعقل حدًا لأن الشيء إنما يحد لخفائه واستتاره حتى يظهر ويتبين وأمّا إذا كان الشيء ظاهرًا جليًا منكشفًا يعرفه العقلاء فلا يحتاج إلى حد.

شعر