صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/177

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٦١ هو أولى ممن يكون في خطر العقاب فان التعب مع عن النفس أولى من كنز ممه مذلة ومهانة ( علاج آخر ) أن يتأمل في هذا الحرص ماسبيه وماداعيته فان كان حرصه لاجل شهوة الفرج فالدب والخنزير أكثر نكاحا منه فلماذا يقتل نفسه لاجل بنيه وبناته فكم من يهودي ولصرافي أحسن ثيابا منه وأثانا فان قنع وارتضى باليسير فظيره الانبياء والأولياء فان كان حاقلا فيقتدى بالانبياء والصالحين دون الكفرة والاشقياء (علاج آخر ) أن يخاف من فتنة المال فان المالي اذا كثر يكون في الدنيا في خطر. وفي الآخرة يدخل الجنة بعد الفقراء بخمسمائة عام المنظر الأنسان اليمن دونه في الدنيا ولا ينظر إلى اثاث المترفين كي لا يزدري سمة الله عليه ( الباب الثالث عشر في علاج الحاء والحشمة ) اعلم أن حقيقة الجاه ملك القلوب وصاحب الجاء هو الذي تكون قلوب الناس مسخرة له واذا ملك أزمة القلوب فالمال تبع لذلك ولاتصير القلوب مسخرة له الا بخصلة من الخصال المحمودة اما العام أو العبادات أوالشجاعة أو خلق حسن فتتطاع له الالسنة بالمدح والثناء والابدان بالطاعة والخدمة حتي يبذل ماله في هوى من يحبه والفرق بين ملك المال وملك الحاء أن معني المال ملك الاعيسان ومعنى الحياه ملك القلوب أما علاج الجاه نصب شديد لانها مشعرية بالنفاق والرياء والكذب والتليس والعداوة والحسد وعلاج هذا المرض فريضة وينقسم إلى علمي وعملي * أما المادي فان يتأمل في آفة الجاه في الدين والدنيا فان صاحب الجاء يصبح في غم ويمسي في هم لانه يلزمه مراعات القلوب ورضا الناس غاية لاتدرك ويقصده الحساد والاعداء فيكون أبدا في التعب والعذاب في دفع ذلك إذ لا يكون آمنا من مكر الله تعالى ولان الحجاء يتعلق بالقلوب وهي كاسمها تنقلب كثيرا كالموج في البحر وأخس بعز ودولة يكون بناؤه (۱۱)