صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٩٤ عن ذكر الله تعالى وعبادته فهو مذموم لان الفقير حسابه أقل وشغله ويتألم قلبه بكل شهوة يهواها فلا يدركها ويتمناها فلا يصل اليها ويكون تفوراً عن الدنيا فتكون دنياء سجنه وفي حالة الموت تهون عليه سكرانه ولا يلتفت إلى الدنيا الفقير يقل حرصه وحسده وكبره والمال آلة المعصية فاذا عدم الآلة فلا يعصي الله تعالى وأما الغنى فهو بضد جميع ذلك لانه استأنس بالدنيا فشق عليه فراقها ويكره الموت وتكثر حسرته ويعظم حسابه خلالها حساب وحرامها عقاب فيكون قليه متعلقا بالدنيا ويكون قلبه إلى ماله وحسن حاله والفقير قلبه إلي ربه وشتان بين من يميل إلى الدنيا ومن يميل إلى الدين الله الباب السابع في رسالة الفقراء إلى النبي صلي الله عليه وسلم * في الخبر أن الفقراء شكرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا الاغنياء فازوا بخير الدنيا والآخرة يزكون ويتصدقون ويحجون ويغزون ولهم فصول أموال ينفقونها ولا نجد ذلك فرحب رسول الله صلى عليه وسلم برسول الفقراء وقال جئت من عند أكرم قوم إلى الله تعالى قدهم إن من صبر على الفقر لاجل الله يكون له ثلاث خصال لا يكون لاحد من الاغتياء منها ( إحرام ) أن في الجنة فصوراً يري ظاهرهامن باطها وباطنها من طاهرها ولا سكنها إلا الأنبياء والفقراء والشهداء ( والثانية ،أن القراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمسمائة عام (والثالثة) إذا قال الفقير مرة واحدة سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله ويقول الغني ذلك فلا يبلغ درجة الفتراء أبدا فقال الفقراء رضينا رضينا سئل أبو حنيفة رحمه الله عن هذا الخبر فقال عليه النبي صلى الله عليه وسلم الاغنياء من هذه الأمة لتكون على موافقة العقل فانا اعلى تعلماً أن عثمان ابن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضی الله عنهما كانا من الأغنياء ولا .