صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فدع ذكر التام من الحساب والله تعالى أعلم ه الباب الرابع في أنه هل يجوز لعنة الظالمين أم لا ؟ اعلم أن اللعنة في قضية اللغة الطرد ولا يدري أحد أن واحدا مطرود عن رحمة الله او عن بابه أو عن كرامته أن هـذا حكم الغيب عالم الغيب فـلا يظهر على غيبه احدا اما اذا أطلق فيجوز لعنة الله على الظالمين والفاسقين والمبتدعين فيجوز وحيث ورد الشرع بلغة قوم معينين فيجوز لعنتهم ومن مات على الكفر فيجوز لعنتهم مثل فرعون وأبي جهـل واذا عين واحداً من الظلمين واليهود فيقول عليه لعنة الله ففيه خطر عظيم فريما أسلم ويموت على الاسلام فيكون لاعنا مسلماً فان قبل بهذا يجوز على مذهب أهل السنة لعنة يزيد فأقول يجوز أن يقال لعنة الله علي قاتل الحسين ان مات قبل التوبة فان قتل الأولياء والأوصياء والاصفياء لا يكون أعظم من الكفر والكافر إذا أسلم لا يجوز لعنته فان وحشياً قتل حمزة رضي الله عنه ثم أسلم فسقطت عنه اللعنة وأما حال يزيد الشقي فلا يتبين أنه قتله أو أمر بقتله فمن قائل أنه قتله ومن قائل انه أمر به وفي التاريخ أنه قتل شعراً وشـتم بن زياد فقال لعن الله ابن مرجانة لقد بغضني إلي الناس الي يوم القيامة وكان قتله بسبب هذه الدنيا النيشومة ومدة خلافة ثلاث سنين ولقد ذهب من الدنيا بحري عظيم وشأن قبيح وقد صدق جرير حيث قال وكنت إذا نزلت ديار قوم * رحات بخزية وتركت مارا واعلم أن لعنة ابليس في المعرض الخطر فانه يقال يوم القيامة لم لعنته وماذا أردت به وابن آدم مستغن عن هذا لو لزم سعادته فلو لم يلمن ابليس في مدة عمره لم لم تلعنه ولو لعنه يقال له لم لعنته وما قصدك فيه والاشتغال بالتسبيح أولى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوايا