صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۰ محاسبة الفلاحين والا كارين والبقالين الى نفسه فكيف الى ربه ولا يتفرغ من دنياء فكيف إلى آخره فيصبح حيران ويمسي سكران حيفة بالليل بطال بالنهار سكاري حياري لامسلمون ولا مصاري وأيضا تكثر خصاؤه وحساده فواحد يحسده وآخر بجرد عليه فيفتح عليه أبواب المعاصي من الكذب والغيبة والطعن والحمد لاته آدمي يقوم بمجازاتهم فيضيع وقته وفي ضياع وقته ضياع عمره فإن كنت في ريس من هـذا فتأمل في حال السلاطين والأمراء والرؤساء فان موتهم أكبر وهمومهم أعظم على قدر أهل العزم تأتي العزائم والهموم بقدر الهمم وهذا سرقوله صلى الله عليه وسلم حب الدنيا رأس كل خطيئة فان شأنا لدنيا هاوية لاقعولها في كلة منها تنبعث معصومات وأمور لا حصر لها فتأمل في خامل يكثر أشغاله كيف يتمنى الموت في كل ساعة لازدحام الآفات والخصومات وأعوذ بالله من تفرقة القلب ( الآنة الثالثة ) ان لم ينفق في المعصية ولم بتمرع في عيمها ويكسب من الحلال ويتفق من الحلال و هیات دون عليات العبادة والخرط اليس يحتاج الى حفظه وحرزه فيشتغل قلبه عن ذكر الله فلا يتفرغ إلى الله تصبره عن طويله صاحب المال يضيع عمره في محاسبة الوكلاء والغرماء والحراح والحساب فيتنغص عيشه قرأت في بعض التفاسير في قوله تعالى كماء أنزلناه من السماء أنماشبه الحياة الدنيا والمقام فيها بالماء لمعنى دقيق وهو أن الماء في البيت إذا كان بقدر الحاجة ينتفع به صاحب البيت فادا كثر وغلب على البيت أهلك صاحب البيت كذلك صاحب بيت الدنيا اذا قنع قدر الكماية ينتفع بها واذا تمرغ فيها هلك وأهلك قال بعض طرفاء بغداد الكمر خير من المال فقيل له في ذلك فقال لأن من يتهم بالكفر اذا تاب تقبل توبته ومن اتهم المال لا تقبل توبته بل يصرب عليه ضريا بعد ضرب حتى يموت فقدعلم العلماء