صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۹ أن يتولى ذلك بنفسه لذهب عمره في أحادها دون البلوغ الى كلياتها فاذا تولوا ذلك يتفرغ إلى عبادة الله وذلك حظ الآخرة وأيضا المال يحيى ذكر الرجال ويبقى بناء الناس فانهم اذا وقفوا على الفقراء والعلماء واتخذوا المساجد والرباطات وسائر الخيرات فلا يخفى فائدتها كماقيل الدنيا بالأموال والآخرة بالاعمال - الباب الثاني في آفات المال - وهي ثلاثة ( الآفة الأولى ) ان المال سبب المعصية يسهل على صاحبه طريق الفسق والفجور فيبعث الشهوات من صميم قلبه وبتبع الخطرات من سويداء فؤاده فتلاطم دواعي الفساد من كل جانب اديده متسعه وامواله مجتمعة والنفس أمارة بالسوء فبطلت الرئاسة ومن كان جليس المسجد وينافس الرؤساء ومن كان معمولا وباري الاغنياء ومن كان معدودا في حملة الفقراء فيكون ذلك سبب هلا كه ( الآفة الثانية ) من لم يجد المال يمكنه التصبر والقناعة أياس استفني فقد طغى وبغى كما قال الله تعالى كلا ان الانسان ليطغى أن رءاه استغنى فلا يمكنه أن يحفظ دينه ونفسه فيمرغ في نسيم الدنيا فيأ كل حلوا ويلبس ناعما يغدوا ببلدة ويروح بأخرى فتصير دنياه جنته فينسي الآخرة ويكره الموت وذكره لايتهيا لأحد أسباب التهم في الدوام من وجه حلال فان المال غاد ورائحو الدنيا اقبال وأدبار الايام دول يوم لنا ويوم علينا فتغير الأحوال ولا يمكنه كسب الحلال فبقع في الشهبة ثم في الحرام فيحتاج الى خدمة الاتراك وخدمة السلاطين الشياطين فيداهنهم في الدين خوفاعلى دنياه ويمازحيم رياء ونفاقا وكذبا فيصبح مرائيا مداهن ليس ورعا قنوعا وتتشعب به الهموم فمن شغل واحد من أشغال الدنيا تنبعث عدة أشغال فاذا فرغ من واد وقع في واد آخر وجعل الله المقر بين عينيه فلا يتفرغ من