صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٨

الاجانب ونعوذ بالله من ذلك فهو مباحي يجب قتله فان قيل لا أحد يقول بأن الخمر حلال والخلوة بهن جائزة فكيف نعرفهم الجواب قلنا نعرفهم بلحن القول كما نعرف المنافقين ويتكرر منهم ذلك.

( كتاب فوائد الدين وهو ستة عشر بابًا )

( الباب الأول في فوائد المال )

وهي أربع (أحدها) دنيوي وهو الأكل والشرب والتمتع والاستغناء عن الناس وصيانة النفس وقوة العين فإن الفقير حي كالميت (الثاني) الانفاق على نفسه واستنفاده في وجوه العبادات كالحج والغزو والرباط والمساجد واقراء الضيف وكل مالًا يوصل إلى العبادة إلا به فهو عين العبادة بقدر القوت والكفاية فمن لم يكن له كفاية فيصبح مشغولًا بطلبها متحيرًا في وجهها فأين يتفرغ إلى العبادة (حكاية الشيخ أبي القاسم كركان) كان فريغ عمره في الزهد وكان له ضيعة منها كفايته فأخذ يومًا حفنة من الغلة وقال ترون هذا أحب إلي من توكل المتوكلين يعني فراغ قلبه ذكر سلطان العارفين أبو علي الفارمدي قدس الله روحه وهي اشارة صحيحة أن النفس لا تطمئن ما لم تحرز قوتها (الثالثة) يتصدق وينفق على الفقراء والغرباء ويستغنم دعاءهم وينفق في وجوه المروآت والحرمات ويسترق الاحرار بالهدايا والمواساة ويستجلب به قلوب العلماء ويدخر به ذكر الجميل والثناء الجزيل ويصون به عرضه باعطائه الشعراء ولهذا قال النبي اقطع عني لسانه يعني بذلك الشاعر الذي مدحه يعني اعطه شيئًا يرضى به (الفائدة الرابعة) يصرفه إلى الخدم والحشم يستميل به قلوبهم ويشتري به أعراضهم فإنهم يكفونه كل خدمة ومؤنة من الغسل والطبخ والكنس والبيع والشراء فلو احتاج