صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٧

السكر والعسل وحرّم عليك الخمر لئلا يزيل عقلك فيجعلك بمنزلة الحمار وأباح لك التصرف في ملكك دون ملك غيرك وأباح لك أربعة مهائر وقال لا تطمع في زوجة جارك فإنه يقبح أن تأكل خبزه وتلطخ فراشه وتجتمع عشرة على امرأة فيكون ولد فكل واحد ينازعه هذا يقول لفلان وهذا يقول لفلان فيضيع الولد ويختلط النسب فلا يعرف ابنه من ابن غيره وتبقى المرأة بلا مهر ولا نفقة أجيبوني يا حمير أيها أحسن قال لنا حكيم هذا داء وسم وهذا دواء ودرياق أن تناولت السم يقتلك وأن تناولت هذا يسمنك فأيهما خير (الشبهة الثالثة) العبد لا بد أن يكون فقيرًا مفلسًا لتحقق عبوديته لأن الله تعالى وصف العبيد بكونهم فقراء الله تعالى ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ والطاعات دعاوى وشرك فالعبد ينبغي أن يكون له شيء والله الغني وأنتم الفقراء فلا يجوز أن يكون غنيًا بالصلاة والزكاة (والجواب) يلزمكم أن تتبرؤا عن الإيمان ومعرفة الله تعالى فان من عرف الله تعالى فهو غني بالله بل هو أغنى الأغنياء أجيبوا يا مخاذيل ولا جواب لهم أبدا ثم نقول هذا خلاف العقل والشرع والعرف فإن العقلاء يتقربون إلى الله بالطاعات وأنتم تقولون الطاعة حجاب والعقلاء يغارون على العيال وأنتم تجلسونهم مع الاجانب والعقلاء يحترزون عن العيب والعار وأنتم لا تتحاشون والعاقل إذا رآى أهله مع أجنبي يضربها وأنتم تقولون يا زوجي قد وقفتك على إخواني فأنتم مجانين وقد رددتم الأنبياء والكتاب والسنة ونفوسكم بمنزلة الكلاب إذ لا يعتقدون الشريعة قوله لا يقدر على شيء قلنا شيء يملكه والعباد والبلاد لله وكيف نتصرف في ملكه بغير إذنه والله يقول لا تدفع إليه شيئًا فان أعطيته عبدك وأهلك وأنت تخالف ربك فأنت كافر ان قيل فمن المباحي قلنا من استحل شرب الخمر وترك الصلاة والخلوة مع النساء