صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٦

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فمن استحل شريعة واحدة وخصلة واحدة يكفر فما ظنك بنفسك وقد استحللت سبعين شريعة أفلا تكون زنديقًا ثم يقول هل يعتقد أن محمدًا رسول الله فإنه لا يعتقد حتى يقيم عليك دلائل النبوّة وإن اعتقد أنه رسول فقال إن الله تعالى حرّم الخمر وثمنها وقال من ترك الصلاة فقد كفر ولا يخلون أحدكم بامرأة فمن خالفه في هذه النصوص فقد كفر ثم يكفيك هذه أولًا (قاعدة) اعلم أن التربية بذر الاباحة على أن بعض الناس يأخذ بعضهم ويقول أنت أختي ويقول للمرد أنتم أصحابي نقلة ووسيلة إلى النظر والشهوة وهو بذر الاباحة فإنها تدعو إلى النظر والنظر يدعو إلى الخلوة والخلوة تدعو إلى الوقاع وهو حرام (الشبهة الثانية) قالوا ليس بحكيم من يصنع الطعام المشتهى ويضعه بين يدي الجائع ويمنعه من التناول أو الشعير بين يدي الحمار والنفس بمنزلة الكلب أترى من طرح الطعام إليه ثم يمنعه من ذلك هل يكون حكيمًا أو هل يطيعه الكلب وهو يقاوم نفسه فكذا خلق النساء للرجال فيجوز مباشرتهن ومن الذي يملك نفسه عند الشهوة نحن لا نتمالك والحكيم عرف ذلك منا خلق اللذيذة الشهية والنفوس تشتاق إليها ولا نتمالك لأنفسنا التدبير وما الحكمة في الخلق ثم الخطور وهذا كما قلتم أن الأشياء قبل ورود الشرع حكمها الاباحة ونحن نتضرر بتركها والله لا يتضرر بفعلنا فوجب أن يباح (الجواب) عن صبوح يرفعون أن هذا سؤال وخطبة الزندقة ويلزمكم أن يكون الكفر مباحًا فإن الباري لا يتضرر بذلك ثم نقول هو حكيم طرح إلى البهيمة الشعير المنقى دون المغشوش وأمسك عن الكلب الطعام المسموم لئلا يقتله رحمة وشفقة كالطبيب المشفق يحمي المريض عن الشهوات لئلا تقتله وكذلك أباح لك