صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٩٥ –

زبيبة - ما أقام فيكم كتاب الله تعالى» وواضح فى هذا الحديث توقيت السمع والطاعة بإقامة كتاب الله تعالى، فليست هى الطاعة المطلقة الإرادة الحاكم، وليست هى الطاعة الدائمة ولو ترك شريعة الله ورسوله.

بهذا وحده يقوم الحكم الإسلامى، لا بوجود طائفة معينة فى الحكم من المشايخ والدراويش كما يتصوّر الكثيرون

ذلك كذلك من ناحية الأسس الدينية.. ثم أحب بعدها أن أطمئن الخائفين من حكم الإسلام أن يجيئهم بالمهابيل والدراويش فى الدواوين! أحب أن أطمئنهم إلى أن نوعاً من أنواع الحكم لن يطارد هؤلاء كما يطاردهم الإسلام!

إن حكم الإسلام بعد هذه الطوائف - فى أوضاعها الحالية - متبطلة متعطلة، لا تنتج شيئاً وهى قادرة على الإنتاج. فسيجند هذه الجموع للعمل المنتج، لتأتى للأمة بشىء يعينها على الحياة.

إن حكم الإسلام لن يدع الدراويش يتدروشون، ولا مشايخ الطرق يعيشون على النذور.. إن الإسلام يطالب إلى كل فرد أن يعمل عملا ليأجره عليه أجرا. فلا أجر بلا جهد، ولا جزاء بلا عمل. والصلوات والدعوات عبادة شخصية وليست عملاً اجتماعياً؛ أما إقامة الأذكار وتلاوة الأوراد، فتلك أشياء تعرفها عصور التبطل، ولا تعرفها عصور الحياة والنشاط.