صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/100

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٩٦ –

إن العهود الإقطاعية هى التي ترزق المشايخ المتبطلين، والدراويش المهبولين، وتخلع عليهم وتعترف بوجودهم.. لأن هذه كلها أجهزة لتخدير الجماهير عما هى فيه من حرمان وشقاء. فأما حكم الإسلام الذى يكافح الإقطاع، ويرد عن الناس الاستغلال، فليس فى حاجة إلى هذه الأجهزة. فسيوجه هذه الجموع المتعطلة المتبطالة لتعمل، وسيهيئ لها مرافق العمل، لأنه سيعمل للجميع، وسيأخذ من القادر للعاجز، وسيجمع من الضرائب وغير الضرائب ما يحتاج إليه المجتمع بلا تحرّج من مس الأغنياء إلا بقفاز الحرير؛ وسينفق ما يجمعه لمصلحة المجتمع كله لحساب المحظوظين دون المنبوذين.

وعندئذ لن يكون المشايخ المتعطلون، والدراويش المتبطون، هم سادة عهده، بل سيكونون طريديه، إن لم يغيِّروا ما بأنفسهم، ويبدّلوا وسائل كسبهم، ويعملوا مع العاملين فى حقل الإنتاج المثمر. حقل الحياة.

طغيان الحكم

ويجزع الكثيرون من المفكرين ورجال الفنون من حكم الإسلام أن ينصب لهم المشانق أو يحرقهم بالنار أو يلقى بهم في ظلمات السجون!

لماذا؟ لأن الحكومة الدينية من طبيعتها الاستبداد والظلم، وخنق الحريات وكتم الأنفاس، وضيق الأفق وجمود التفكير ...!