صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ۹۳ –

المحددة، أو المبادئ العامة والفكرة الكلية. وما يتفق معها فهو منها.

وقد ظلت الشورى مقصورة على المدينة، ما ظلت المدينة تمثل أهل الرأى؛ فلما تغير الوضع شيئاً توسع الخليفة الأول أبو بكر فاستشار أهل مكة فى حرب الشام. إذ كانت المسألة عملية حربية خارج الحدود العربية كلها، تعود آثارها على من فى مكة كما تعود على من فى المدينة.

فإذا انتهينا فى هذا العصر إلى أن يصبح رأى الجماهير لا يمثله من يقيمون فى القاهرة وحدها، ولا الاسكندرية، ولا أية مدينة من المدن، فالطريقة إذن أن تستشير الجميع بالطريقة التى تكفل الحصول على آراء الجميع.. وهى مسألة نظامية تتعلق بالتنفيذ. أما المبدأ فهو مقرر في الإسلام تقريراً أصيلا واضحا. كل ما يحتمه الإسلام هو إزالة القيود التى تجعل الانتخاب غير ممثل لحقيقة الرأى فى الأمة. فلا يكون الناخب تحت رحمة صاحب الأرض أو صاحب العمل أو صاحب السلطان. كما هو واقع الآن.

والحاكم فى الإسلام يتلقى الحكم من مصدر واحد هو إرادة المحكومين. فالبيعة الاختيارية هى الطريق الوحيد لتلقى الحكم. والواقع التاريخى قام على هذا المبدأ. فخلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى قامت على أساس الاختيار المطلق. ولا يتعارض هذا مع وصية عمر أن تكون فى واحد من ستة فقد كانت هذه نصيحة للمسلمين، ولم تكن