صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٨٢ –

أساسى مؤثر فى مجتمعه وفى عقلية شعبه، وفنه وأدبه، ونظرته إلى الكون والحياة. وليست هذه الثقافة عسيرة – كما يتصور الكثيرون – حين يتصورون الكتب الصفراء؛ وتتمثل لهم صورة الدراسة الأزهرية بما فيها من ألغاز ومعميات! كلا! إن هذا ليس هو الثقافة الإسلامية المطلوبة للجيل؛ فالإسلام يسر لا عسر؛ وهو عقيدة بسيطة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض؛ ونظام اجتماعى متوازن متناسق، لا إقطاع فيه ولا ترف ولا حرمان؛ ونظام للحكم ليس فيه حقوق إلهية، ولادم أزرق، ولا استبداد ولا طغيان.

ومع أن جهل الجيل – والمثقفين منه بخاصة – لا يصلح عذراً لأصحابه، فإننا نؤثر هنا أن نناقش تلك الشبهات التى تغيم فى نفوس الناس على حكم الإسلام. الناس الذين نعرف حسن نياتهم، وبراءتهم من الدوافع الخبيثة. وهؤلاء ستناقش شبهاتهم البريئة هنا، وتصوراتهم الناشئة عن الجهل وحده، لاعن الغرض والهوى. فأما المغرضون الخبثاء فموعدنا معهم فصل آخر حين نواجه العداوات حول حكم الإسلام!

بدائية الحكم

يخلط الكثيرون بين النشأة التاريخية للإسلام، وفكرة الإسلام المجردة، القابلة للتوسع والشمول، فى التفريعات والتطبيقات.

هؤلاء حين يسمعون كلمة «الحكم الإسلامى» تقفز إلى خيالهم