صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٨١ –

صورة عن الإسلام يرونها إلا فى هؤلاء الذين يعرفونهم «الرجال دين» وهى أسوأ صورة ممكنة للإسلام، ولأي دين من الأديان!

وبعض هذه الشبهات ناشئ عن التباس صورة حكم الإسلام بعض أنواع الحكومات التى تسمى نفسها «حكومات إسلامية». وتمثيل هذه الحكومات لحكم الإسلام كتمثيل من يسمونهم «رجال الدين» لفكرة الإسلام! كلاهما تمثيل مزور كاذب مشوه، بل تمثيل النقيض للنقيض. ولكن الجهل بحقيقة فكرة الإسلام عن الحكم حتى بين «المثقفين!» لا يدع صورة الحكم الإسلامى أخرى، غير هذه الصورة المزورة الشائهة الكريهة.

وبعض هذه الشبهات ناشئ من التباس صورة الحاكم الإسلامى ببعض الشخصيات التاريخية التى ادعت أنها تحكم باسم الإسلام؛ وهى أبعد ما تكون عن روح الإسلام وقانونه. والجهل بكل ما هو إسلامى بحكم الثقافة الاستعمارية التي يتلقاها الجيل فى المدرسة وفى الصحيفة وفى المجتمع يتيح لمثل هذا الالتباس أن يغيم على الأفكار والمشاعر، ويفعل فعله فى تنفير الناس من هذا اللون من الحكم البغيض!

وكل هذه الشبهات كان يكفى فى جلائها مجرد المعرفة الصحيحة للحقائق التاريخية والاجتماعية للإسلام. أى أن يتلقى الجيل ثقافة حقيقية لائقة. أجل. لائقة! فإنه لا يليق بمثقف أن يجهل كل شيء عن عنصر

(٦)