صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٧٨ –

وأخيراً فهى قولة الذى لا يعرف من أين تستمد الأمم عناصر البقاء والمقاومة فى معترك الحياة.

إن الطريق الذى ندعو إليه نحن هو الطريق الذى يضمن لروح هذه الأمة أن تستشرف، وتتطلع إلى حياة كريمة عزيزة؛ والذى يمكنها أن تحقق للكتلة الإسلامية البروز والتميز بين الكتلتين الشرقية والغربية، البروز بمجتمع خاص له سماته الواضحة، وله شخصيته المستقلة. وذو الرصيد الأصيل إنما يزيد رصيده وينمو بما يقع له من زيادات وعلاوات. فأما المفلس المستجدى فلن يكون يوماً ذا رصيد قائم، وإن ظل حياته يسأل ويستجدى!

***

لا بد للإسلام أن يحكم ليحقق وجوده، وليحقق ذلك المجتمع الكامل العادل الذى رسمنا الكثير من خطوطه. وما كان شىء من ذلك ليتحقق والإسلام بعيد عن الحكم فى الحياة.

ولا بد للإسلام أن يحكم ليقدم للإنسانية مجتمعاً من طراز آخر، قد تجد فيه الإنسانية حلمها الذى تحاوله الشيوعية، ولكنها تطمسه بوقوفها عند حدود الطعام والشراب؛ وتحاوله الاشتراكية ولكن طبيعتها المادية تحرمه الروح والطلاقة؛ والذى حاولته المسيحية ولكنها لم تنظم له الشرائع ولم تضع له القوانين.