صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٧٦ –

على اختلاف الأديان والأجناس واللغات والألوان.. وتلاك مزيته الإنسانية الكبرى التى لا تحققها عقيدة أخرى.

ولكن ينبغى أن نكرر دائماً أن هذا كله لا يتحقق بمجرد أن يذهب الناس إلى المساجد، ويحتفلوا بالمولد النبوي الشريف، ويلقوا الخطب فى مدح سيد المرسلين! ولا بأن تعج الأرض بالمجاذيب والدراويش، يتلون الأدعية، ويقيمون الأذكار، ويحملون المسابح، ويتمتمون أو يهدرون!

ولا يتحقق بأن تكون لنا «هيئة كبار علماء» تصدر قرارات الحرمان، ثم تعود فتصدر صكوك الغفران، لتغير الظروف والملابسات، أو نصدر الفتاوى فى تخطئة أبى ذر لأنه طالب بالعدالة الاجتماعية للفقراء، أو لترفع العرائض الإنشائية، تتضمن الوعظ الشريف، ورثاء الأخلاق التى انحلت فى هذا الزمان!

إن شيئاً من هذا كله لن يجدى شيئاً، إنما الذى يجدى وحده أن يحكم الإسلام الحياة ويصرفها. أن تحكم الدولة حكم إسلاميا. أن نستمد القوانين التى تنظم علاقات الناس بعضهم بعض، وعلاقاتهم بالحكومة وعلاقات الحكومة بهم من الشريعة الإسلامية وليس قانون الأحوال الشخصية وحده، بل قانون العقوبات والقانون المدنى والتجارى وسائر القوانين والتشريعات التى تكيف صورة المجتمع وتمنحه شكله ونظامه الخاص.