صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٧٥ –

وينفش البغاث الصغير ريشه ويختال. ولكن عهد الأقزام فى مصر قصير الأجل مشرف على الزوال!

***

إننى مؤمن كل الإيمان بأن لا نجاة لهذه الأمة ولا حياة إلا أن تعود إلى عقيدة ضخمة، تنفض عنها قزامة الجيل وتفاهته، وتملأ حياتها حركة وحيوية واقتحاما.

وهذه العقيدة الضخمة اليوم ليست شيئا بالقياس إلى مصر إلا الإسلام.

إن العقيدة الوطنية وحدها لم تعد تكفى، بدليل أنها لا تستطيع أن تقاوم العقيدة الشيوعية فى كثير من أقطار الأرض. ذلك أن فكرة العدالة الاجتماعية بين الأفراد فى حياة المجتمع، أخذت تطغى بقوة على النعرة الوطنية فى أوطان تقسم أهلها إلى عبيد وأسياد.

والإسلام هو وحده القادر على تحقيق الفكرتين جميعاً، بلا تعارض ولا تصادم ولا مغالاة: فكرة الوطنية فى الوطن الإسلامي الأكبر حيثما مد الإسلام ظله. وفكرة العدالة الاجتماعية الكاملة فى هذا الوطن الكبير.

والإسلام لا يحقق هذه العدالة الاجتماعية الكاملة فى ذلك الوطن الكبير المسلمين من أهله وحدهم، بل يحققها كذلك لجميع سكانه